كثيرا ما نسمع من المسلمين اليوم وحتى مع الأسف بعضهم ممن انتسب لأهل العلم سواء من الأزهر الشريف أو من خارجه لفظ "الأديان السماوية" ويعلل بذلك وجود ديانة اليهود المتمثله في كتاب التوراة وديانة النصارى المتمثله في كتاب الإنجيل والإسلام المتمثل في القران.
مع أن هذا المصطلح واللفظ خاطئ تماما ولا يصح لنا كمسلمين ومؤمنين بالله أن نعتقد فيه لأن الله سبحانه لم يعترف في محكم تنزيله إلا بدين واحد فقط وهو الإسلام حين قال: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ شديد العقاب -- سورة ال عمران --- كما أنه أخبر سبحانه عند وصفه لأصحاب المعتقدات السابقه ممن ءامنوا بكتبه المنزله على رسله كإبراهيم وموسى وعيسى بأهل الكتاب حتى المؤمنين منهم فقال عنهم .. اللذين ءامنوا من أهل الكتاب وهذا إقرار بأنه هناك العكس منهم وأكد على ذلك بقوله إن اللذين كفروا من أهل الكتاب في أكثر من موضع .. وبسبب تعدد الصفات لهؤلاء هو اختلافهم بعد ما جاءهم العلم من الله عن طريق رسله وكان السبب هو البغي فما بينهم .. فمنهم من اهتدى ومنهم من ظل على ضلالته كما قال الله تعالى في سورة البقره: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ... وسبب ءاخر يثبت كفر أهل الكتب هو حبهم وطمعهم في الدنيا فيشترون بأيات الله ثمنا قليلا وعللو بذلك أن النار لن تمسهم إلا أياما معدوده -- قال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ --سورة البقرة..
------------
أما عن المؤمنين الموحدين بالله في جميع الأزمنة فبيين الله سبحانه أن طريقهم واحد وليست طرق متعدده أو متفرعه تستدعي لأن يكون هناك مسميات منفصله لدين الله فتقسم بين اليهوديه والنصرانيه والإسلام... قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - سورة الأنعام -- وأكد المولى سبحانه أنه لن يقبل أي دين من البشر غير الإسلام وأكد أيضا أنهم سيكونوا من الخاسرين إن ماتوا على غير الإسلام. قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ - سورة ال عمران
------------
حين بعث الله الأنبياء مبشرين ومنذرين بعدما كان الناس أمة واحده على دين التوحيد .. جاؤو ليعيدوهم إلى مسار التوحيد من جديد بعدما حادوا عنه فأنزل معهم كتابه بالحق وأرسله إليهم فمنهم من أقرر بالإيمان فور علمه بالحق وإدراكه له ومنهم من أنكر الحق كرها وبغضا وحسدا في المؤمنين وخروجا عن طاعة الله -- وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ . سورة ال عمران
وقال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - سورة البقره
-------------
ورد في كتاب الأنبياء لابن كثير حديث عبدالله ابن العباس رضي الله عنهما وغيره أنه قال: الاديان ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان وهذه الاديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد - سورة الحج.. فالله لم يذكر لفظ الإسلام فيما بينهم بل قال اللذين ءامنوا وذلك ليكون المعنى أعم وأشمل والوصف أوقع لكل من يؤمن ويوحد بالله . فلفظ الإسلام لم يكن موجودا أو وليد اللحظة عند نشأة الكون أو حتى نزول سيدنا ادم عليه السلام الأرض بل ظهرت تسميته من خلال سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لأنه هو أول من سمانا بالمسلمين وكل الأنبياء من جاؤو من بعده اكتسبوا صفة الإسلام المتمثله في عبادة التوحيد لله وحده.. قال تعالى: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
-- ولعل تكرار الله عز وجل لنفس الايه اللتي جمع فيها الأنبياء والرسل وأقر بإسلامهم في سورة البقره وءال عمران لزيادة تأكيد المعنى وأن الإسلام هو الدين الأوحد لله فقط على ظهر الأرض وكل الأنبياء والرسل من بعد سيدنا إبراهيم كانوا مسلمين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة ، الأنبياء أخوة من علات ، وأمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وليس بيننا نبي " . متفق عليه . (وليس بيننا نبي) أي هو وعيسى عليه السلام ..
قال تعالى بسورة ال عمران: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ -- وقال تعالى في سورة البقره: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. #انتهى
------------
لذلك أنصح أخوتي في الله أن يتحروا التلفظ بما يسمى الأديان السماويه لأنه لا يوجد إلا دين واحد لله وبقية الديانات في الأرض هي للشيطان وليست لله
------------
بقلم #أبو_مروان