Saturday, January 12, 2013

هل تتحقق نبوءة المسيري بزوال اسرائيل في العشر سنوات القادمة ؟

فكرة زوال الدولة العبرية نابعة من الأساس من حاخامات يهود يحرمون تجمع اليهود في دولة واحدة  ، وهم لهم حساباتهم في هذا الأمر . لكن  المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري – ذو التوجه اليساري - صاحب موسوعة ( اليهود واليهودية والصهيونية ) قبيل وفاته  في يوليو 2008م ذكر عشر علامات تؤشر على أن زوال إسرائيل بات وشيكا وبشكل عملي بعيدا عن نبوءات هؤلاء الحاخامات ، فهل تتلاقى الفكرتان وتزول إسرائيل من الوجود فعلا ؟ . سنرى ذلك من خلال قراءة هذا المقال  . وحددها على الترتيب كما يلي
تآكل المنظومة
تآكل المنظومة المجتمعية لإسرائيل هو أحد أهم أوجه انهيار إسرائيل . بعد أن فشلت عملية  صهر  المجتمع الإسرائيلي بأكمله في منظومة واحدة موحدة  القومية بعيدا عن الهويات المتعددة التي جاء بها اليهود من مختلف بلدان العالم
تغير السياسات
أدى تغير السياسات الحاكمة إلى  تزايد حالة القلق داخل إسرائيل من قبل المفكرين والمثقفين ، إلى درجة الهاجس من حدوث انهيار الداخل ، وظهور تمرد عام في إسرائيل وصل مؤسسات الجيش والاستخبارات ، على غرار ما جرى في الستينيات بين صفوف الموساد 
النزوح للخارج
العلامة الثالثة  تشير إلى أن السجلات الإسرائيلية تؤكد  نزوح مليون إسرائيلي . وفي العام الماضي وحده  ( 2007 ) خرج أكثر من 18 ألف إسرائيلي في حين تدنت مستويات الهجرة لإسرائيل إلى أقل معدلاتها منذ 20 عاما
عدم اليقين من المستقبل
وأرجع المسيرى السبب وراء النزوح إلى حالة عدم اليقين من مستقبل إسرائيل ، مشيرا إلى أن المجتمع الإسرائيلي مصطنع ، وبالتالي سيظل شعوره بعدم الانتماء إلى المنطقة قائم ولفت إلى أن ما يؤكد ذلك قول الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز عندما سأل هل ستبقي إسرائيل 60 عاما أخرى ؟  فرد عليه : اسألني هل ستبقي 10 سنوات قادمة ؟ 
الإجماع الوطني
ومن بين العلامات أيضا انهيار نظرية الإجماع الوطني ، نظرا لاتساع الهوة القائمة بين العلمانيين والمتدينين، والتي أدت إلى حالة من العداء المستمر بين الأحزاب الدينية الشرقية والغربية والوسطية
الماهية اليهودي
  يقول إن إسرائيل فشلت حتى الآن في تحديد ماهية الدولة اليهودية ، مشيرا إلى أن الحاخامات اليهود يؤكدون أن الإعلان عن الدولة اليهودية هو علامة انهيارها وفقا لمعتقدات الديانة اليهودية
العزوف عن العسكرية
وأضاف أن علامات انهيار الدولة العبرية تتعاظم خلال السنوات الماضية ، ومن بينها ما تؤكده وسائل الإعلام والكتابات الإسرائيلية عن عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة العسكرية ، ورؤية شباب الدولة ورجالاتها عدم وجود مبرر لاستمرار الاحتلال لأراضي الغير
السكان الأصليون
فشل الإسرائيليين في القضاء على السكان الفلسطينيين الأصليين كما أن الوضع الديموغرافي في صالح الفلسطينيين وليس الإسرائيليين . وأضاف أن الجيوب الاستيطانية في العالم تنقسم إلى قسمين ، الأول من نجح منها في القضاء على السكان الأصليين ، مثل الولايات المتحدة وأستراليا ، فيما لم ينجح القسم الثاني الذي تنتمي له إسرائيل 
وأردف : هذا ما اكتشفه بن جوريون مبكرا عندما قال : نحن الآن لا نجابه مجموعة من الإرهابيين ، وإنما نجابه ثورة شعب . وإذا قضينا على جيل فسيظهر آخر
استمرار المقاومة
وأعرب عن أمله في استمرار المقاومة الفلسطينية وقال إنها " جرثومة النهاية للدولة الإسرائيلية " ، مضيفا أن هذا ما يؤكده قول أحد قادة إسرائيل : نحن غير قادرين على رصد صواريخ القسام بسبب صناعتها  البدائية ، ونحن على استعداد لأن نعطيهم صواريخ (أسكت) المتطورة ونأخذ صورايخ القسام
وأشار إلى أن إسرائيل تعاني من " غياب عمق الانتصارات " ، قائلا إنه على الرغم من امتلاك إسرائيل لآلة عسكرية ضخمة حققت من خلالها العديد من الانتصارات ، فإن الانتصارات العسكرية التي لا تترجم إلى انتصارات سياسية تصبح عقيمة
عبء على أمريكا
أما العلامة العاشرة والأخيرة التي لفت إليها المسيري الانتباه إلى أن إسرائيل قائمة على الدعم الخارجي ، وخاصة الأمريكي. والبعض يتحدث الآن عن أن إسرائيل بدأت تمثل عبئا على الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة
وأوضح أن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن 
القيام بها مباشرة.. فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية ، وإذا انتهي هذا الهدف انتهت إسرائيل
هذا ما رصده المفكر الكبير قبل رحيله وقبل أن يرى ثورة 25 يناير وثورات الربيع العربي ، التي إن قدر لها النجاح 
فستكون العامل الأهم والحاسم في تحقيق تلك النبوءة الغالية . لكن الذي يجب التنويه به  أن الإسرائليين يدركون تماما ما قاله المسيري . لكن إرادة الله عندما تقرر ويهيئ الأسباب فستكون النهاية الحتمية لهذا الكيان اللقيط 

No comments:

Post a Comment